أسباب الظاهرة ترجع للهجرة من الريف الى المدينة وانتشار المناطق العشوائية وارتفاع معدلات الهرب من المدارس والزيادة السكانية والاعتماد على الأطفال لتولى بعض الأعباء الأسرية إضافة الى أسباب عائلية أخرى كاليتم والإقامة مع الغير وغياب الأب فضلا عن العديد من العوامل الاجتماعية الاخرى
تفاقمت أزمة الأطفال المشردين في شوارع القاهرة مع ارتفاع عددهم، حيث تشير إحصاءات غير رسمية إلى وجود أكثر من مليون ونصف مليون طفل في الشوارع تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاما. وتعتبر الجهود التي تبذلها جمعيات حكومية وأهلية لاحتواء هؤلاء الأطفال محدودة.
وقال خبير في الشئون الاجتماعية إن انتشار الأطفال في الشوارع ناجم عن عدة مشاكل أبرزها التفكك الأسري والتصدع في العلاقات الاجتماعية. ويمكن رؤية هؤلاء الأطفال في جميع أحياء القاهرة الراقية منها والشعبية.
وتتكفل عدة جمعيات خيرية ببعض هؤلاء الأطفال، ومن هذه الجمعيات جمعية "قرية الأمل" التي تستقبل الأطفال في عشرة مراكز تابعة لها في العاصمة المصرية، إضافة إلى مؤسسة كاريتاس الخيرية التي تقدم العون للحكومة للاعتناء بنحو تسعة آلاف طفل مشرد.
وتملك الحكومة المصرية 27 مركزا لتقديم العناية للأطفال المشردين واللقطاء والمنحرفين من بينها 13 في القاهرة وحدها. وتفيد إحصاءات اعتبرها عدد من الأكاديميين "عشوائية وغير دقيقة" بأن عدد أطفال الشوارع في مصر يفوق المليون ونصف المليون, في حين تشير أرقام أخرى إلى أن عددهم لا يتجاوز 90 ألف طفل بينما الواقع يؤكد أن العدد الحقيقى يفوق هذه الأرقام إذا أخذنا فى الاعتبار الاسباب التى تؤدى إلى هذه الكارثة والتى تؤدى بدورها لارتفاع أعداد الضحايا.
وأشار مدير المشاريع في مؤسسة كاريتاس مفيد حليم إلى أن بقية الأطفال الذين يزيدون عن 90 ألفا ليسوا مشردين كليا وإنما يمضون نهارهم في التسكع ويعودون إلى منازلهم وأسرهم ليلا، وهم يشكلون أكثر من نصف مليون طفل إضافة إلى وجود أكثر من مليون طفل يعملون في مهن مختلفة.
وأوضح حليم أن تفاقم ظاهرة أطفال الشوارع يعود إلى تفكك الأسرة والمعاملة القاسية للطفل، مؤكدا أن التفكك الأسري بحد ذاته قد لا يكون سببا كافيا ليهجر الطفل بيته لو لم يترافق ذلك مع المعاملة السيئة. ويشكل الذكور الغالبية العظمى من المشردين في حين لا يشكل الإناث إلا نحو 8% من نسبة المشردين.
وقال خبير في مشاكل الطفولة إن أسباب الظاهرة ترجع للهجرة من الريف الى المدينة وانتشار المناطق العشوائية وارتفاع معدلات الهرب من المدارس والزيادة السكانية والاعتماد على الأطفال لتولي بعض الأعباء الأسرية إضافة الى أسباب أسرية أخرى كاليتم والإقامة مع الغير وغياب الأب.
من ناحية أخرى أكد أحمد ندى مدير المشاريع في برنامج الأمم المتحدة للتنمية أن البنك الدولي سيمول مشروعا بقيمة خمسة ملايين دولار تنفذه جمعيات مختصة بإشراف وزارة التأمينات والشؤون الاجتماعية لتقديم مساعدات للأطفال المعرضين للانحراف والمعاقين.