انا السجينة
أَنَا السَّجِيَنةُ بِأَضْلُعِي وَقَلْبِي هَذَا
مَارَأَيْتُهُ عَبْررَ قُضْبَاِن سِجْنِي
رَأَيْتُ سِنِينَ عُمْرِي تَجْرِي وَتَجْرِي
فَحَزِنْتُ لأَجْلِهَا
لِمَاذَا?
َلْسُت أَدْرِي
خَمْس وَعِشْرِينَ سَنَة وَأَنَا خَلْفَ
قُضْبَان سِجْنِي
أَجْتَّرُ كُلَّ يَوْم ذِكْرَيَاتِي وَمَاخَزَّنَهُ
فِكْرِي
خَمْس وَعِشْرِينَ سَنَة وَصَمْتِي
يُشْعِلُ النَّارَ فِي صَدْرِي
رَأَيْتُ أَيَاماً
وَشُهُوراً
وَسِنِينَ تَجْرِي
تَتَحَوَّلُ إِلَى حِقَب وَتَلْتَهِمُ فِي طَرِيقِهَا
عُمْرِي
وَرِيَاحَ تُحَاوِلُ بِعُنْفِهَا مَسْحَ أَدَقَّ المَلاَمِحِ
وَتَغْيِيرِ جَمَالِ فَجْرِي
وَأَنَا بَيْنَ الأَنْقَاضِ مَذْهُولَة وَلَسْتُ أَقْوَى
عَلَى هَذَا الحَمْل فَقَدْ إِنْطَوَى ظَهْرِي
لِمَ رَغْمَ كُلِّ مَايَمُرُّ بِي لَسْتُ أَجِدُ
مَعْنَى لِصُرَاخِي وَذُعْرِي
أَنَا السَجِينَة بِأَضْلُعِي وَقَلْبِي
هَذَا مَارَأَيْتُهُ عَبْرَ قُضْبَانِ سِجْنِي
رَأَيْتُ أَوْقَاتاً تَرْتَدِي أَلْوَاناً لَمْ يَحْلُمْ
بِرَسْمِهَا فَنَان
وَقَلْباً تَمَرَّدَ عَلَى مَشَاعِرَ أَصْبَحَتْ
فِي طَيِّ النِّسْيَان
لِمَ أَعْشَقُ أَنْ أَكُونَ السَّجِينَةُ وَفِي
نَفْسِ الوَقْتِ السَّجَان
لِمْ أَرَى فِي حَيَاتِي ظُلْماً كَظُلْمِي
لِلْوِجْدَان
وَلاَ سَدّاً بِمَتَانَةِ أَضْلُعِي يَصُدُّ الحُبَّ
وَالحَنَان
لِمَ ضَاعَتْ مِنِي مُمَيِّزَات الإَنْسَان
أنَا السَّجِينَة بِأَضْلُعِي وَقَلْبِي
هَذَا مَارَأَيْتُهُ عَبْرَ قُضْبَانِ سِجْنِي
ظَلاَمٌ وَسُكُونٌ يَعُّمُ المَكَان
وَفَرَاغٌ مِنْ حَوْلِي يَشُلُّ الفِكْرَ
وِيَخْنُقُ الوِجْدَان
لِمَ هَذِهِ العَتْمَة تَغْزُو عَالَمِي وَتَحْرِمُهُ
الأَلْوَان
سَأَلْتُ الرُّوحَ عَنِ الجَوَاب لَكِنَّهَا لَمْ تُسْعِفْنِي
بِجَوَابٍ يُشْفِي غَلِيلِي وَيُعِيدُنِي
مِنْ عَالَمِ الهَذَيَان
هَرَبَتِ الكَلِمَاتُ مِنِّي وَأَنَا فِي أَمَسِّ الحَاجَةِ لَهَا
فَلِمَ يَثَكَاتَلُ العَالَمُ لِيَزْرَعَنِي فِي
أَجْوَاءٍ مِلْؤُهَا الحِرْمَان
أَنَا السَّجِيَنةُ بِأَضْلُعِي وَقَلْبِي هَذَا
مَارَأَيْتُهُ عَبْررَ قُضْبَاِن سِجْنِي
رَأَيْتُ بَحْراً لاَ حَدَّ لَهُ وَلاَ تَتَوَقَّفُ
أَمْوَاجُهُ عَنِ الهَيَجَان
وَأَنَا فِي قَلْبِ تَوْرَتِهِ لاَ أَقْوَى عَلَيْهِ
أَطْرَافِي تَخَدَّرَتْ وَعََقْلِي تَمَلَّكَهُ الهَذَيَان
مَا الحَل أَأَسْتَمِرُّ فِي بَحْرِي الهَاِئجِ
أَمْ أَتْرُكُهُ وَأَسْتَقَِّر فِي جَزِيرَةِ النِّسْيَان
أَنَا السَّجِيَنةُ بِأَضْلُعِي وَقَلْبِي هَذَا
مَارَأَيْتُهُ عَبْررَ قُضْبَاِن سِجْنِي
رَأَيْتُ قَلْباً يَخَافُ العَوْمَ فِي مِيَاه
يَجْهَلُهَا
فَرَمَى المِرْسَاةَ وَقَرَّرَ أَنْ يُقَاوِمَ التَّيَارَ
وَإِنْ تَحَدَّتْهُ أَيَّ مَوْجَة سَيُغْرِقُهَا
وَإِنْ أَغْوَتْهُ المَوَانِئَ بِأَنْوَارِهَا بِشِبَاكِ
العُنْفِ سَيُكَبِّلُهَا
وَإِنْ نَادَتْهُ غَيَاهِب المُغَامَرَة بِسَيْفِ
الوَاقِعِ يَقْتُلثهَا
آهٍ مِنْ قَلْبٍ مِنْ مُرُوجِ الحَيَاةِ يَهْرُبُ
وَأَي فَرْحَة تَقْتَرِبُ يُبِيدُهَا
أَنَا السَّجِيَنةُ بِأَضْلُعِي وَقَلْبِي هَذَا
مَارَأَيْتُهُ عَبْررَ قُضْبَاِن سِجْنِي
رَأَيْتُ يَدَيْنِ مُكَبَّلَتَيْنِ وَلِسَاناً مِنَ
الحُنْجُرَةِ مَقْطُوع
وَصُرَاخاً لاَ أَحَدَ يَهْتَمُ لَهُ كَأَنَّهُ
غَيْرَ مَسْمُوع
وَقَلْباً أَحَبَّ بِكُلِّ صِدْقٍ وَنَامَ عَلى
وِسَادَة العِشْقِ مَخْدّوع
وَحَبِيباً يَظْلِمُ القَلْبَ وَيَنْعَتُهُ بِأَنَّهُ
لَيْسَ فِي الحُب قَنُوع
يِطْلُبُ وَيَطْلُبُ بِدُونِ إِنْقِطَاع وَيَسْتَنْزِفُ
حُبِي حَتَّى أَخِر قَطْرة فِي اليَنْبُوع
يَرْمِي الأَحْكَامَ وَيَنْتَظِر أَنْ أُنَفذَ بِكُل
خُضُوع
وَعَالَمٍ يَجْحَدُ حَقِّي فِي الحُب وَيَسْتَنْكِر
عَنْ عُيُونِي حَتّى الدُّمُوع
أَنَا السَّجِيَنةُ بِأَضْلُعِي وَقَلْبِي هَذَا
مَارَأَيْتُهُ عَبْررَ قُضْبَاِن سِجْنِي
رَأَيْتُ حُزْناً قَتَلَ الرُّوحَ وَكَبَّلَ الأَحْلاَمَ
بِالقُيُود
وَإِبْتِسَامَة أَصْبَحَت لاَتَسْتَطِيعُ أَنْ تُشْرِقَ
وَسَطَ عَالَمِي وَتُهَدد أَنَّهَا سَتَرْحَل عَنِّي وَلَنْ تَعُود
وَقَلْبٌ يَتَرَّجَانِي أَلاَّ أَفْقِدَ الأَمَلَ فِي حُبٍّ
لَسْتُ أَرَى لَهُ وُجُود
تَعِبْتُ أَنَا مِنْ كَثْرَةِ الوُعُود
أَصْبَحْتُ لاَ أَقْوَى عَلَى المُضِي فِي العَطَاءِ
بَلاَ حُدُود
أَنَا السَّجِيَنةُ بِأَضْلُعِي وَقَلْبِي هَذَا
مَارَأَيْتُهُ عَبْررَ قُضْبَاِن سِجْنِي