الظاهر بيبرس
الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري ولد عام 620هـ - 1221 ميلادية ، سلطان مملوكي ، لقّبه الملك الصالح أيوب بلقب 'ركن الدين' ، وبعد وصول بيبرس للحكم لقب نفسه بالملك 'الظاهر' .
أصله ونشأته :
تركي الأصل، فقد ذكرت كتب التاريخ العربية كالسلوك إلى معرفة دول الملوك للمقريزي والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي وتاريخ الجبرتي أنه تركي من القبجاق ( قازقاستان حاليا )، بيع بيبرس في سوق الرقيق وهو في الرابعة عشر من عمره في سوق دمشق واشتراه الأمير علاء الدين الصالحي البندقداري لينتقل بعدها في خدمة الملك الصالح نجم الدين أيوب ونشأ في دمشق واعتقه الملك الصالح معينا إياه قائدا لفرقة المماليك .
بيبرس الجندي والقائد :
شارك مع المماليك في معركة المنصورة ضد الصليبيين في رمضان من عام 647 هجرية الموافق 1249 ميلادية والتي تم فيها أسر الملك الفرنسي لويس التاسع في دار ابن لقمان ، تولى بيبرس السلطنة في مصر في 17 من ذي القعدة سنة 658 هجرية الموافق 24 أكتوبر عام 1260 ميلادية،
هرب ركن الدين بيبرس للشام دمشق بعد مقتل فارس الدين أقطاي و تولي غريمه عز الدين أيبك للسلطنة ، ثم عاد لمصر متوليا منصب الوزارة بعد تولي سيف الدين قطز للحكم عام 1260 ميلادية ليشتركا معا في محاربة المغول الذين كانوا في طريقهم إلى مصر بعد اجتياحهم المشرق الإسلامي ثم العراق وإسقاطهم الدولة العباسية في بغداد .
يرجع له الفضل بعد الله مع زميله السلطان المظفر سيف الدين قطز في وقف المد المغولي على مصر و اندحار الخطر المغولي عن العالم وذلك في معركة عين جالوت بالشام عام 1260 ميلادية والتي كانت أمام الجيش المغولي بقيادة القائد المغولي المحنك كتبغا.
بيبرس السلطان:
استقدم السلطان بيبرس (أبي العباس أحمد) وعقد مجلسا لمبايعته للخلافة في القلعة في 9 محرم 661 الموافق 22 نوفمبر 1262 وبايعه بيبرس على العمل بكتاب الله وسنة رسوله وأصبحت بذلك السلطة الفعلية في يد الظاهر بيبرس .
شهد عهده نهضة معمارية وتعليمية كبيرة حيث اهتم بتجديد الجامع الأزهر ، كما أنشأ عام 665 هجرية جامعا عرف باسمه إلى اليوم في مدينة القاهرة وهو جامع الظاهر بيبرس ، وأقام المدرسة الظاهرية بدمشق عام 676 هجرية .
ويعتبر الظاهر بيبرس أبرز ملوك الدولة المملوكية ، بتحالفه مع بركة خان زعيم القبيلة الذهبية المغولية و إقامته لمعاهدات وعلاقات ودية مع كل من مانفرد بن فردريك الثاني الامبراطور الروماني وملك قشتالة ألفونسو العاشر ، وبقضائه أيضا على المؤامرات التي كانت تحاك ضد حكمه، حيث أخمد تمرد الأمير علم الدين سنجر الحلبي عام 1260 والتي كانت بعد مقتل السلطان قطز ، إضافة إلى ثورة الكوراني في القاهرة ضده في ذات العام ، ووسع ملكه بالغزوات حيث أعلن الجهاد في جبهتين ضد المغول والصليبيين في الشام وقد دام حكمه حوالي سبعة عشر عاماً.
وفاته :
توفي الظاهر بيبرس يوم الخميس 27 محرم من عام 676 هجرية - 2 مايو 1277 ميلادية بعد أن أرسى اسمه ضمن قائمة أبرز سلاطين العصر المملوكي . وكان له عدة أولاد, منهم كمال الدين بيبرز اللذي كان قائدا حربيا, و قد شارك والدة في العديد من المعارك و استقر في ما بعد في بيت المقدس و يعود له أصل عائلة كمال الموجودة حتى يومنا هذا في بيت المقدس.